للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، وأنهم ينكرون البعث، وليس هناك على الإطلاق ما يمنع من أن يكونوا مؤمنين بوجود الله، ولكنهم ينفون صلته سبحانه بما يحدث لهم من حياة وموت، كما ينفون قدرته على البعث ...

أما الشيوعيون فليسوا -برغم إلحادهم- مستثنين من القاعدة، إنّما الإلحاد مفروض عليهم فرضاً بالحديد والنار، كالنظام الشيوعي ذاته، ولو خلى بينهم وبين أنفسهم لكان ضلالهم في أمر العقيدة كضلال بقية الضالين من البشرية.

ويدلّل الأستاذ محمد قطب على ذلك بأن الشيوعيين في الأصل على الفطرة، وأنهم ليسوا خارجين عنها، فيقول: فجاجارين رائد الفضاء الأول، شاب ربى نفسه في الشيوعية والإلحاد منذ مولده إلى يوم انطلاقه إلى الفضاء في داخل الصاروخ، ومع ذلك فقد اهتزت فطرته حين نظر إلى الكون من خلال الصاروخ، لأنه رأى صورة لم يشهدها من قبل، وكان أول تصريح له حين هبط إلى الأرض: " حين صعدتُ إلى الفضاء، أخذتني روعة الكون، فمضيت أبحث عن الله".

ويبين الأستاذ محمد قطب بأن استجابة الفطرة التلقائية إزاء الكون الهائل، الذي خلقه الله عز وجل، لم تستطع كل الشيوعية التي تفرضها الدولة، وكل الإلحاد الذي تبثه في الدروس، أن تحول دون انطلاقها حين هزتها روعة الكون.

ثم يقول: "ومن الطريف أن الدولة غضبت من هذا التصريح، لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>