للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} ١.

ومن خلال الآيات السابقة، يتبين لنا أنّ الإنسان لو نظر وفكر وتأمل في مبدأ خلقه، وفي كيفية تكوينه وتركيبه، لوجد الشيء الهائل الذي يعجز عن وصفه، فضلاًً عن إدراك كنهه، وكلما اتسع نطاق العلم، تضافرت الأدلة على أن لهذا الإنسان البديع الصنع إلهاً حكيماً، إنه لا يوجد ناحية من نواحي الإنسان ليست مثار دهشة وعجب، إنّ أطواره في الرحم آية من آيات الله تعالى الدالة على وجوده ووحدانيته، ونظام طعامه وشرابه وتحليل الطعام إلى عناصر مختلفة بموازين دقيقة يذهب كل عنصر إلى حيث يؤدي وظيفته، عدا العنصر الذي لا يفيد فيطرد إلى الخارج، كل ذلك آية من آيات الله الدالة على وجوده ووحدانيته.

ونظام توزيع الدم من مكانه الرئيسي، وهو القلب إلى جميع أنحاء الجسم بواسطة الشرايين التي لا يحصى عددها إلا الله، ثم عودته إلى القلب بواسطة الأوردة، ومرور الهواء الجديد الذي جلبه التنفس، ليصلح الدم بعد الفساد فيفيد منه الجسم، آية من آيات الله الدالة على وجوده ووحدانيته، دع السمع والبصر والنطق والإحساس، بل دع ما يعرض


١ سورة يس الآية: ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>