للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك بأن تلك الآثار لا تكون عن طريق المصادفة العمياء، فيقول:" فهل كل هذا النظام والإحكام الذي خص الله به القمر في حركاته المحسوسة، ودوراته المكتوبة، ومنازله المقدرة، وأقداره المسخرة، وأنواره المكتسبة، وأطواره المرتقبة، أثر من آثار المصادفة العمياء ... ؟

سبحان الخلاق العظيم، والله إنَّ هذا كله لا يجتمع بالمصادفة"١.

ومن آيات الله العظيمة الدالة على وحدانيته، خلق النجوم وكثرتها، وعجيب صنعها، وأنها زينة للسماء، وعلامات يهتدى بها في ظلمات الليل في البر والبحر، وما جعل فيها من الضوء والنور، وما في تسخيرها منقادة بأمر ربها تبارك وتعالى جارية وفق سنة ثابتة، ونظام دقيق، وكيف أنّ الله تعالى جعل منها البروج والمنازل، والثوابت السيارة والكبار والصغار والمتوسطة، وما فيها من اختلاف في الألوان، واختلاف في الدنو والعلو، وأشياء أخرى كلها تدعو إلى التأمل والتدبر، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ٢.

وقال عز وجل: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ


١ قصة الإيمان لنديم الجسر ص: ٣٢٩.
٢ سورة الأنعام الآية: ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>