هذه الرياح قد أحكم الله سيرها وقدر قواها، ووزعها على هذه الأرض توزيعاً دقيقاً، رصده العلماء، وقسموا على أساسه العالم إلى مناطق حارة، ومناطق باردة، وأخرى معتدلة، كما عرفوا سير هذه الرياح واتجاهها، فنظموا حركات السفن في البحر.
يقول ابن القيم رحمه الله:" ومن آياته الباهرة هذا الهواء اللطيف، المحبوس بين السماء والأرض، يدرك بحس اللمس عند هبوبه يدرك جسمه، ولا يرى شخصه، فهو يجري بين السماء والأرض، والطير محلقة فيه سابحة بأجنحتها في أمواجه، كما تسبح حيوانات البحر في الماء، وتضطرب جوانبه وأمواجه عند هيجانه، كما تضطرب أمواج البحر، فإذا شاء سبحانه وتعالى حركه بحركة الرحمة، فجعله رخاء ورحمة وبشرى بين يدي رحمته، ولاقحاً للسحاب كما يلقح الذكر الأنثى بالحمل ... وإن شاء حركه بحركة العذاب، فجعله عقيماً وأودعه عذاباً أليماً، وجعله نقمة على من يشاء من عباده، فيجعله صرصراً ونحساً، وعاتياً، ومفسداً، لما يمر عليه"١.
وهذه الرياح والسحاب الذي تحمله وما يتبع ذلك من مطر ورعد