للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلاّ للخالق الرازق المحي المميت.

وقل لهم: {مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} ، أي: من هو خالق السموات الطباق بما في ذلك الشمس والكواكب والأقمار، ومن هو خالق العرش الكبير الذي تحمله الملائكة الأطهار؟

ستجد أنّهم يقولون الله وحده، فقل لهم يا محمد {أَفَلاَ تَتَّقُونَ} ، أي: أفلا تخافون من عذابه فتوحدونه وتتركون عبادة غيره.

ثم قل لهم: {مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ، أي: من بيده الملك الواسع؟ ومن بيده خزائن كل شيء؟ ومن هو المتصرف في هذه الأكوان بالخلق والإيجاد والتدبير؟ وهو مع ذلك يحمي من استجار به والتجأ إليه.

وكانت العرب إذا كان السيد فيهم فأجار أحداً، لا يخفر في جواره، وليس لمن دونه أن يجير عليه، لئلا يفتات عليه١.

إن المشركين عند ذلك: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ، قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} ، أي: إذا كنتم تقرّون بأنَّ الملك والتدبير كله لله جل وعلا، فكيف تخدعون وتعرضون عن طاعته وتوحيده.


١ تفسير ابن كثير ٣/٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>