للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقابلة الرابعة: وهي بين من يخلق، ومن لا يخلق، وهي من تمام الاحتجاج عليهم، والتهكم بعقولهم، والمعنى هل اتخذ هؤلاء المشركون آلهة خلقوا مخلوقات كالتي خلقها الله، فالتبس الأمر عليهم، فلا يدرون خلق الله من خلق آلهتهم؟

وإذا كان المشركون يعلمون بالضرورة أنّ تلك المعبودات من دون الله لم يصدر عنها فعل ألبتة، وما ظهر لها خلق إطلاقاً، ولما كان الأمر كذلك كان حكمهم إزاءها بأنها شركاء لله في الألوهية محض السفه والجهل.

قال القرطبي عند قوله تعالى: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء} هذا يدل على اعترافهم بأن الله هو الخالق، وإلا لم يكن للاحتجاج بقوله: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء} معنى، بدليل قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} ١، أي: فإذا اعترفتم، فلم تعبدون غيره؟ وذلك الغير لا ينفع ولا يضر، وهو إلزام صحيح"٢.


١ سورة لقمان الآية: ٢٥.
٢ الجامع لأحكام القرآن ٩/٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>