للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ١.

فقد اشتملت الآيتان الكريمتان على مثلين:

الأول: ما ضربه الله تعالى لنفسه وللأصنام التي يعبدونها من دون الله جل وعلا، وبيان ذلك: أنَّ مثل هؤلاء المشركين مثل من سوى بين عبد مملوك عاجز عن التصرف، وبين حر مالك يتصرف في أمره كيف يشاء، مع أنهما سيان في البشرية والمخلوقية لله سبحانه وتعالى، فما الظن برب العالمين حيث يشركون به أعجز المخلوقات وأحقرها؟

وهو سبحانه المالك لكل شيء، ينفق كيف يشاء على خلقه، ليلاً ونهاراً، والأوثان مملوكة عاجزة لا تقدر على شيء.

وقد ذهب إلى هذا القول مجاهد والسدي٢.

وذهب ابن عباس وقتادة أنه مثل صربه الله للمؤمن والكافر، فالذي لا يقدر على شيء هو الكافر؛ لأنه لا خير عنده، وصاحب الرزق هو المؤمن، لما عنده من الخير٣.


١ سورة النحل الآيتان: ٧٥-٧٦.
٢ انظر تفسير الطبري ١٤/١٤٩-١٥٠.
٣ انظر: زاد المسير لابن الجوزي ٤/٤٧٢، والطبري ١٤/١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>