أخبروني عن شأن معبوداتكم من دون الله التي أشركتموها معه في العبادة، بأي شيء استحقت هذه العبادة؟
وإن كنتم تتوهمون فيها القدرة، فأروني أثرها؟
أروني أي شيء خلقوه في هذه الدنيا من المخلوقات حتى عبدتموهم من دون الله؟
أم أنهم شاركوا الله في خلق السموات وإبداعها فاستحقوا بذلك الشركة مع الله في الألوهية؟
أم أنزلنا عليهم كتاباً يشهد بالشركة، فهم على حجة ظاهرة واضحة في عبادة هذه الأوثان؟
ثم قال تعالى:{بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلاَّ غُرُورًا} .
قال أبو السعود في هذا المعنى:" لما نفى أنواع الحجج في ذلك، أضرب عنه بذكر ما حملهم عليه، وهو تغرير الأسلاف للأخلاف، وإضلال الرؤساء للأتباع بأنهم شفعاء عند الله"١ ا.?
وقد بين الله تعالى للمشركين به أن تلك المعبودات التي عبدوها من دونه لا تملك لعابديها وزن ذرة من خير أو ضر في السموات أو في الأرض، وليس له تعالى منها ولا من غيرها معين يعينه، أو مساعد يساعده، بل هو المنفرد بالخلق كله، المنفرد بالعطاء والمنع،