للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمادية والكفر وعبادة اللذة العاجلة لا يؤمنون إلا بما يقع في دائرة حواسهم، ولا تتجاوز أشواقهم دائرة المعدة والغرائز، ثم نزلت الكتب والرسل فتفرق الناس بين مصدق ومكذب، وبين مؤمن وكافر، واختلفوا شيعاً وطوائف ... "١.

والحق أن هذه النظرية المادية هي شبيهة بنظرية من يزعمون بأن أصل الإنسان قرد أو سمكة ونحو ذلك ثم تطور حتى أصبح إنساناً قاتلهم الله أنى يؤفكون.

وقد جمع هـ‍‍. ج. ولز في كتابه معالم تاريخ الإنسانية بين النظرتين، فقال: "ونمت الديانة كما تنمو كل مصلحة إنسانية، ويقيناً أنه لم يكن في مقدور الإنسان البدائي بله أسلافه القردة وأسلافه من الثدييات٢، أن يكون له أي فكرة عن الرب أو الدين، فلم يستطع ذهنه ولا قوى فهمه أن يصبح قادراً على تصور هذه الأفكار العامة إلا ببطء شديد، فالدين شيء نما مع الترابط الإنساني"٣. ا.‍?

أقول: ما قرره بعض الباحثين الغربيين ومن أخذ برأيهم من كتّاب المسلمين من كون الشرك سابق على التوحيد، فيه إنكار للوحي السماوي


١ انظر كتاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لمصطفى محمود ص: ٧ دار المعارف.
٢ الثدييات: الحيوانات اللبونية. قاموس إلياس العصري ص: ٩٨ طبعة ١٩٨٢ م.
٣ معالم تاريخ الإنسانية ل هـ‍. ج. ولز ١/١٢٣-١٢٤ -ترجمة عبد العزيز توفيق، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر -القاهرة سنة ١٩٥٦م.

<<  <  ج: ص:  >  >>