للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون الله من الأوثان والأصنام، حطب جهنم ووقودها يوم القيامة، ولو كانت هذه الأصنام والأنداد التي اتخذتموها من دون الله تعالى آلهة صحيحة، لما وردوا النار ولما دخلوها، ولكن كُلاً من العبادين والمعبودين في نار جهنم خالدون مخلدون، وأنَّ لهؤلاء الكفرة في النار أصوات تخرج من قلوبهم المحزونة، ولكنهم مع هذا لا يسمعون من تلك الأصوات شيئاً، لأنهم يُحشرون صماً، كما قال تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} ١.

قال المراغي: " أي ونجمعهم في موقف الحساب بعد تفرقهم من القبور -عمياً وبكماً وصماً كما كانوا في الدنيا، لا يستبصرون، ولا ينطقون بالحق، ويتصامون عن استماعه، فهم في الآخرة لا يبصرون ما تقرّ به أعينهم، ولا يسمعون ما يلذ مسامعهم، ولا ينطقون بما يقبل منهم، كما قال تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} ٢"٣.

وفي عدم سماع أهل النار، ذكر ابن جرير والسيوطي عن عبد الله


١ سورة الإسراء الآية: ٩٧.
٢ سورة الإسراء الآية: ٧٢.
٣ تفسير المراغي ١٥/٩٨-٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>