للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتلك؟ قال: قتلني فلان، ثم عاد ميتاً كما كان١.

قال الطبري: "قوله: {كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى} مخاطبة من الله لعباده المؤمنين، واحتجاج منه على المشركين المكذبين بالبعث، وأمرهم بالاعتبار بما كان منه جل ثناؤه من إحياء قتيل بني إسرائيل بعد مماته في الدنيا، فقال لهم تعالى ذكره: أيها المكذبون بالبعث بعد الممات، اعتبروا بإحيائي هذا القتيل بعد مماته، فإني كما أحييته في الدنيا، فكذلك أحي الموتى بعد مماتهم، فأبعثهم يوم البعث، وإنّما احتج جل ذكره بذلك على مشركي العرب، وهم قوم أميون لا كتاب لهم، لأنَّ الذين كانوا يعلمون ذلك من بني إسرائيل كانوا بين أظهرهم، وفيهم أنزلت هذه الآيات، فأخبرهم جل ذكره بذلك ليتعرفوا علم من قبلهم"٢.

٣- قصة الذين أخبر الله تعالى عنهم في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} ٣.

وهؤلاء هم قوم من بني إسرائيل، وقع فيهم الوباء، ففروا هاربين،


١ انظر: تفسير الطبري ١/٣٥٩-٣٦٠، وتفسير ابن كثير ١/١١٥، وتفسير القرطبي ١/٤٥٧.
٢ تفسير الطبري ١/٣٦١.
٣ سورة البقرة الآية: ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>