للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧- وقال تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} ١.

قال مجاهد وعكرمة وعروة بن الزبير والسدي وقتادة: جاء أبيّ بن خلف لعنه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم، وهو يفتته ويذره في الهواء، وهو يقول: يا محمد، أتزعم أنَّ الله يبعث هذا؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نعم يميتك الله تعالى، ثم يبعثك، ثم يحشرك إلى النار".

ونزلت هذه الآيات من آخر يس.

وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنّ العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاء ففته بيده، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيحيي اللهُ هذا بعد ما أرى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم يميتك الله، ثم يحييك، ثم يدخلك جهنم"، قال ونزلت الآيات من آخر يس٢.

قال ابن كثير: "وعلى كل تقدير، سواء كانت هذه الآيات نزلت في أبيّ بن خلف، أو العاص بن وائل، أو فيهما، فهي عامة في كل


١ سورة يس الآيتان: ٧٨-٧٩.
٢ الحاكم في المستدرك ٢/٤٢٩، وصححه ووافقه الذهبي.
وأسباب النزول للسيوطي ص: ١٨٢، وأسباب النزول للواحدي ص: ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>