للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستشفعه إلينا سأله أن يشفع"١.

ومن هذا يظهر لنا أنَّ الشفاعة في اللغة، تدورُ حول اقتران شيء بشيء، أو إنضمام شيء إلى شيء لزيادته أو لنصرته، أو للتجاوز عنه.

وإذا بحثنا الشفاعة في كتاب الله تعالى، نجد أنَّها تنقسم إلى قسمين:

شفاعة في الدنيا، وشفاعة في الآخرة، ونجد أنّ الشفاعة في الدنيا خاصة بالعباد، وتقع لبعضهم من بعض، لأنهم يملكونها، وهي تنقسم إلى قسمين:

شفاعة حسنة وشفاعة سيئة، ومثال الشفاعة الحسنة: ما إذا استشفع شخص بشخص آخر عند ذي مال أو منصب أو سلطان ليشفع له عنده برفع حاجته إليه، لإظهار حقه أو إزالة الضرر والظلم عنه، فإنَّ تلك الشفاعة جائزة، وينال فاعلها الثواب من الله تبارك وتعالى، بدليل قوله تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا} ٢.

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء" ٣.


١ القاموس المحيط للفيروزابادي ٣/٤٦.
٢ سورة النساء الآية: ٨٥.
٣ صحيح البخاري بشرح الفتح ٣/٢٩٩ كتاب الزكاة، باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها.
ومسلم ٤/٢٠٢٦ كتاب البر والصلة، حديث رقم: ١٤٥.
وأحمد في المسند ٤/٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>