للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المقابل نجد أن القرآن الكريم يحتوي على عقائد وشرائع وحكم وأخلاق، وحقائق تسمو بالإنسان عن الأغراض الجاهلية.

وقد صور القرآن الكريم الشعر والشعراء في تلك الأغراض التافهة، التي لا تحمل عقيدة ولا ترشد إلى هدى، بالأحوال التي تخالف حال النبوة، وأن أتباع الشعراء هم الغاوون لا الراشدون، قال الله تعالى: {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ} ١.

قال الطبري: "وهذا مثل ضربه الله لهم في افتتانهم في الوجوه التي يفتنون فيها بغير حق، فيمدحون بالباطل قوماً ويهجون آخرين"٢.

وقال صاحب الكشاف: "إنه لا يتبعهم على باطلهم وكذبهم وفضول قولهم، وما هم عليه من الهجاء وتمزيق الأعراض والقدح في الأنساب، والنسيب بالحرم والغزل والابتهار٣، ومدح من لا يستحق المدح، ولا يستحسن ذلك منهم، ولا يطرب على قولهم إلا الغاوون والسفهاء"٤.


١ سورة الشعراء الآيات: ٢٢٤-٢٢٦.
٢ تفسير الطبري ١٩/٧٨.
٣ الابتهار: قول الكذب والحلف عليه. اللسان ٤/٨٣.
٤ الكشاف للزمخشري ٣/١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>