للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} ١.

وفي الصحيح عن عبد الله بن الصامت قال: قال أبو ذر: "خرجنا من قومنا غفار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا.. إلى أن قال: فانطلق أنيس حتى أتى مكة، ثم جاء فقلت: ما صنعت؟ قال: لقيت رجلاً بمكة على دينك، يزعم أن الله أرسله، قلت: فما يقول الناس؟ قال يقولون: شاعر، كاهن، ساحر، وكان أنيس أحد الشعراء.

قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة، فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر، فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون.."٢.

فهذه الأدلة ترد على المشركين قوله إنه شاعر، أو أنّ ما أتى به من قبيل الشعر، فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، والقرآن الكريم ليس بشعر، لأنّ الشعر كلام موزون، مزخرف، مبني على خيالات وأوهام واهية، لا تدنوا من منزلة القرآن العظيم، الذي تنزه عن مماثلة كلام البشر.


١ سورة الحاقة الآيات: ٤٠-٤٣.
٢ صحيح مسلم ٤/١٩١٩-١٩٢٠ فضائل الصحابة، حديث رقم: ٢٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>