للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزنها وارتباطها بالعقيدة، وتحقيق العبودية لله تعالى وحده.

وأوضح دليل على هذه النقلة هو ما جاء في حديث جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة، إذ يمثل صورة واضحة لما كان عليه العرب في الجاهلية من ضلال وفساد في العبادات والسلوك، كما يوضح لنا النقلة الكبيرة التي أحدثها الإسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم.

وإليك نص الحديث، قال جعفر: "أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبده نحن وآباؤنا من دونه، من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ... "١.


١ انظر: سيرة ابن هشام ١/٣٣٦، بإسناد حسن عن أم سلمة رضي الله عنها، والسيرة النبوية لابن كثير ٢/ ١١، والبداية والنهاية ٣/٤٣ وما بعدها، وفتح الباري لابن حجر ٧/١٨٩، وعيون الأثر لابن سيد الناس ١/١١٨، وزاد المعاد لابن القيم ٢/٥١، والسيرة النبوية الصحيحة لأكرم العمري ١/١٧٤، والسيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية لمهدي رزق ص: ٢٠٨-٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>