للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليكم أيها المشركون والناس جميعاً أن تتدبروا حكمة الله وتفقهوا تشريعه..

وكانت قريش لا تخرج من الحرم، وإنما يقفون في طرف الحرم، عند أدنى الحل، ويقولون نحن أهل الله في بلدته وقطان بيته، فكانوا يقفون بالمزدلفة ويدفعون منها، ولا يقفون في عرفة١.

فرد الله تعالى عليهم بقوله: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ٢.

وقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} ٣.


١ انظر: تفسير ابن جرير الطبري ٢/٢٩١، وتفسير ابن كثير ١/١٥١.
٢ سورة البقرة الآية: ١٩٩.
٣ صحيح البخاري بشرح الفتح ٨/١٨٦-١٨٧ كتاب التفسير (٣٥) باب: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>