للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا: هذا النصيب لله بزعمهم، وهذا النصيب لشركائنا وأصنامنا، وما كان للأصنام فلا يصل إلى الله منه شيء، وما كان من نصيب الله، فهو يصل إلى أصنامهم، فقبح هذا العمل لإيثارهم المخلوق العاجز على الخالق القادر على كل شيء، ولعملهم شيئاً لم يشرعه الله تعالى لهم.

قال ابن عباس: "إنّ أعداء الله كانوا إذا حرثوا حرثاً، أو كانت لهم ثمرة، جعلوا لله منه جزءاً وللوثن جزءاً، فما كان من حرث أو ثمرة من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه، وإنْ سقط منه شيء فيما سمي لله ردوه إلى ما جعلوه للوثن، وقالوا إنّ الله غني والأصنام أحوج"١.

وقال تعالى: {وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ} ٢.

وفي هاتين الآيتين الكريمتين بيان لقبائح المشركين وجرائمهم، حيث


١ تفسير الطبري ٨/٤١، وتفسير ابن كثير ١/٦٢٢ بتصرف.
٢ سورة الأنعام الآيتان: ١٣٨-١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>