للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إما دعوى الأذن من الله لكم بالتحريم والتحليل، وذلك اعتراف بالوحي، وأنتم تنكرونه وتزعمون أنه محال.

وإما الافتراء على الله، وهو الذي يلزمكم إذا أنكرتم الأول"١.

وقد أنكر الله تعالى على هؤلاء المشركين لاتخاذهم شرعاً لم يأمر الله به، فقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ٢.

وقد نهى الله تعالى المشركين ووبخهم في شأن ما تصفه ألسنتهم من الكذب هذا حلال وهذا حرام، من غير دليل ولا برهان، قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} ٣.

وأخبرهم أنّه سيحاسبهم يوم القيامة على ما ارتكبوا من الكذب والبهتان، قال تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللهِ لَتُسْأَلُنَّ


١ تفسير المراغي ١١/١٢٥.
٢ سورة الشورى الآية: ٢١.
٣ سورة النحل الآية: ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>