للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام القرطبي: "والمعنى أن الجاهلية كانوا يجعلون حكم الشريف خلاف حكم الوضيع.. وكانت اليهود تقيم الحدود على الضعفاء الفقراء، ولا يقيمونا على الأقوياء الأغنياء، فضارعوا الجاهيلة في هذا الفعل ... "١.

ثم يضيف القرطبي صورة أخرى، وهي ما روي عن طاووس قال: "كانوا إذا سألوه عن الرجل يفضل بعض ولده على بعض، يقرأ هذه الآية: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} ، فكان طاووس يقول: (ليس لأحد أنْ يفضل بعض ولده على بعض، فإن فعل لم ينفذ ونسخ) .

واستطرد القرطبي قائلاً: (ثم إنه ينشأ عن ذلك العقوق الذي هو أكبر الكبائر، وذلك محرم، وما يؤدي إلى المحرم فهو ممنوع) ، وقد أورد القرطبي في هذا الصدد بعض الأحاديث والآثار فانظره"٢.

وفي قوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} استفهام إنكاري وتوبيخ لمن يعرضون عن حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم، ويبتغون حكم الجاهلية.

قال ابن كثير رحمه الله: "ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله


١ الجامع لأحكام القرآن ٦/٢١٤.
٢ المرجع السابق ٦/٢١٤-٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>