للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم، قالوا: ألا ترى إلى هذا الصنبور١ المنبتر من قومه، يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة، وأهل السقاية؟ قال: أنتم خير منه، قال: فأنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ٢، وأنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} "٣.

وعن ابن عباس قال: "كان الذين حزّبوا الأحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة حيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق، وأبو رافع والربيع بن أبي الحقيق وأبو عامر ... وسائرهم من بني النضير"٤.

ولا شك أنّ البشرية عندما تحيد عن حكم الله وشرعه، تصير إلى حكم الطواغيب، وإلى حكم الجاهلية، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ


١ قال ابن الأثير: "أي أبتر لا عقب له، وأصل الصنبور: سعفة تنبت في جذع النخلة لا في الأرض، أرادوا أنه إذا قلع انقطع ذكره.
النهاية ٣/٥٥. وقد كذبوا فيما زعموا، ونصر الله رسوله عليهم، وقطع دابرهم.
٢ سورة الكوثر الآية: ٣.
٣ تفسير ابن جرير ٥/١٣٣، والدر المنثور للسيوطي ٢/١٧١، وزاد في نسبته لأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم، وإسناده صحيح.
انظر: زاد المسير لابن الجوزي ٢/١٠٦ الهامش.
٤ تفسير ابن كثير ١/٥٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>