للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهم، كما حلف عبد المطلب بن هشام لئن ولد له عشرة نفر لينحرن أحدهم لله عند الكعبة، وضربت الأقداح فخر القدح على عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه فداه بذبح مائة من الإبل١.

ولولا الشرك الخبيث وتزيين الشياطين للقوم، لما راجت هذه الوسوسة عندهم، قال تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاء عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} ٢.

لقد خسروا بقتل أولادهم وبوأد بناتهم خسراناً عظيماً، قال صاحب المنار: "وذلك أن خسران الأولاد يستلزم خسران كل ما يرجى من فوائدهم من العزة والنصرة والبر والصلة، والفخر والزينة والسرور، كما يستلزم خسران الوالد القاتل لعاطفة الأبوة ورأفتها، وما يتبع ذلك من القسوة والغلظة والشراسة، وغير ذلك من مساوئ الأخلاق التي يضيق بها العيش في الدنيا، ويترتب عليها العقاب في الآخرة"٣.

ولذلك علل سبحانه هذا الجرم بسفه النفس، وهو اضطرابها


١ للاستزادة انظر: سيرة ابن هشام ١/١٥١-١٥٥، وزاد المسير لابن الجوزي ٣/١٣٠، وبلوغ الأرب للألوسي ٣/٤٦-٤٩.
٢ سورة الأنعام الآية: ١٤٠.
٣ تفسير المنار لمحمد رشيد رضا ٨/١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>