للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا ترجيح لجانب التحريم، ولكنه ليس تحريماً قاطعاً.

ثم تأتي الخطوة الثانية في تحريم الخمر أثناء الصلاة، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} ١.

وقد ذكر في سبب نزولها: أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاماً وشراباً، فدعا نفراً من الصحابة رضوان الله عليهم، فأكلوا وشربوا حتى ثملوا، فلما جاء وقت صلاة المغرب، قدموا أحدهم ليصلي بهم، فقرأ: {قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. وأنتم عابدون ما أعبد} من سورة الكافرون، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} ٢.

وبعد أن تهيأ المسلمون لقبول حكم الله في الخمر، جاءت الخطوة الأخيرة، والقاضية بتحريم الخمر والميسر، تحريماً صريحاً، في كل وقت وحين.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ


١ سورة النساء الآية: ٤٣.
٢ انظر: تفسير الطبري ٥/٩٥، وتفسير ابن كثير ١/٥٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>