للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصادرة أموالهم كلها، أو جزء منها، بسبب أنّ الربا كان داخلاً فيها.. إذ لا تحريم بغير نص، ولا حكم بغير تشريع.. وفي الوقت ذاته علق اعتبارهم مؤمنين على قبولهم لهذا التشريع وإنفاذه في حياتهم منذ نزوله وعلمهم به.. واستجاش قلوبهم –مع هذا- شعور التقوى لله، وهو الشعور الذي ينوط به الإسلام تنفيذ شرائعه، ويجعله الضمان الكامن في ذات الأنفس، فوق الضمانات المكفولة بالتشريع ذاته.

وإلى جوار صفحة الترغيب هذه صفحة الترهيب.. الترهيب الذي يزلزل القلوب: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرسُولِهِ} .

يا للهول حرب من الله ورسوله.. حرب تواجهها النفس البشرية، حرب رهيبة معروفة المصير، مقررة العاقبة.. فأين الإنسان الضعيف الفاني من تلك القوة الجبارة الساحقة الماحقة؟ "١.

ولقد كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات إلى عتاب بن أسيد نائب مكة، من أجل محاربة بني المغيرة إذا لم يقلعوا عن التعامل بالربا، فقالوا: "نتوب إلى الله ونذر ما بقي من الربا" فتركوه كلهم٢.


١ انظر: في ظلال القرآن لسيد قطب ١/٤٨٥، باختصار وتصرف يسير.
٢ انظر: تفسير ابن جرير الطبري ٣/١٠٧، وتفسير ابن كثير ١/٣٤٣.
وانظر: أسباب النزول للنيسابوري ص: ٥٠-٥١، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ص: ٥٠ عن أبي يعلى في مسنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>