للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} ١.

ومن هذا يتبين لنا أن الكفر بمعنى الجحد والستر، يشمل كل من أنكر الرب أو الخالق سبحانه وتعالى، أو أنكر يوم البعث، أو نبياً من الأنبياء، أو كتاباً من الكتب السماوية، وكذا من أحلّ محرماً، أو أنكر ركناً من أركان الإسلام.

وبهذا المعنى يشمل الكفر كفرا أهل الكتاب يهوداً أو نصارى، وربما كان بعضهم موحداً إذا احتفظ بأصل العقيدة، وربما كان مشركاً كما في قوله سبحانه وتعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} ٢.

وبهذا المعنى يشمل الكفر كفر الصابئة، وقد اختلف في أمرهم، هل هم من أهل الكتاب أو ليسوا منهم؟

وقال ابن قدامة: "ينظر في أمرهم، فإن كانوا يوافقون أحد أهل الكتابين في نبيهم وكتابهم، فهم منهم، وإلا فليسوا من أهل الكتاب"٣.


١ سورة آل عمران آية: ٧٠.
٢ سورة التوبة آية: ٣٠.
٣ المغني لابن قدامة ٨/٤٩٦-٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>