إن المصلي إذا كان بحضرة أناس يتكلمون، قد لا يحضر قلبه ولا يعقل صلاته، فيكون مشغول القلب مشغول العقل، وقد يسمع كلامًا يخصه فيصغي له، وهنا لا يعقل كم صلى ولا ما قرأ ولا بماذا دعا، وإذا عقل ذلك فإنه بالتأكيد محال أن يكون خشع في صلاته تلك.
فاختاري أختاه لنفسك مكانًا هادئاً! بعيدًا عن الإزعاج ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
ولأجل الخشوع في الصلاة نهى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن التشويش على المصلي فقال:" إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن "(١) .
فهذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الجهر بالقراءة لأجل عدم التشويش على المصلي وحفظ الخشوع له.
فإذا أردتِ أختاه الصلاة بحضور قلب وخشوع؛ فالتمسي أقصى مكان في بيتك وأبعده عن الضجة وحضور الناس ورؤياهم وذلك أفضل فإن أم حميد – رضي الله عنها روت أنها جاءت النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله! إني أحب الصلاة معك؟ قال:" قد علمت أنكِ تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي ".
(١) قال الألباني: رواه مالك والبخاري في خلق أفعال العباد وسنده صحيح، صفة الصلاة ٨١٥.