للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأمرت – أم حميد – فبني لها مسجدٌ في أقصى شيء من بيتها وأظلمه "وكانت تصلى فيه حتى لقيت الله – عز وجل –" (١) .

سابعاً: الاستعداد للصلاة بتفريغ قلبك من كل شغل:

اعلمي أخيتي أن القلب يشتغل بأمور كثيرة ما بين هم وخوف وحزن وفرح وغيره، فإذا أردت الإقبال على الصلاة فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، استعاذة قلب لا استعاذة لسان، فإن وجدت من نفسك إقبالاً على الصلاة بقلب غافل مشغول فاقرئي آيات من القرآن لم يسبق لك حفظها، وألزمي نفسك أن تقرئيها في الصلاة، حتى وإن كانت هذه الآيات قصيرة كأن تكون آيتين أو ثلاث وذلك فيه إشغال لك عن همك بالحفظ قبل الصلاة، وإشغال لك عن همك بتذكر الآيات في الصلاة، وحينئذ تجدين نفسك قد أقبلت على الصلاة وانشغلت بها.

وإن لم تستطيعي ذلك لعسر حفظك أو لشدة غفلتك أو لشدة شغلك بهمك فعليك قراءة حديث من أحاديث الترغيب والترهيب -كأحاديث البعث أو الحساب أو النفخ في الصور أو غيرها – تجعلك تخافين الله وتشتغلين بما هو أعظم فتقبلين على الصلاة بقلب خاشع.


(١) رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وبوب عليه ابن خزيمة اختيار صلاة المرأة في حجرتها على صلاتها في دارها وصلاتها في مسجد قومها على صلاتها في مسجد النبي –صلى الله عليه وسلم- وإن كانت صلاة في مسجد النبي –صلى الله عليه وسلم- تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد. والدليل على أن قول النبي –صلى الله عليه وسلم- صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، " إنما أراد به صلاة الرجل دون صلاة النساء". وعلق عليه الشيخ الألباني، ورد بأن الفضل عام إلا أن المرأة في بيتها أفضل. انظري صحيح الترغيب١/١٣٥ وصحيح ابن خزيمة ٣/٩٤. وعلى أي حال فصلاة المرأة في بيتها أفضل، فما بال النساء وأخص القارئات أصبحن يكثرن من الذهاب إلى المساجد في صلاة التراويح بل وللأسف يتنقلن فيها وينتقين الأئمة الأحسن أصواتًا.

<<  <   >  >>