وإن لم تنتفعي بذلك فاقرئي من سيرة الصالحين في صلاتهم مما يشحذ همتك ويدفعك للاقتداء بهم، - وأبشري فإنك إذا فعلت ذلك راغبة في الخشوع لله والخضوع له ومدافعة الشيطان، فإن الله سبحانه سيعطيك مرادك وسيقترب منك أكثر مما تقتربين منه. كما ورد في الحديث القدسي عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه قال:" يقول الله - تعالى -: " أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " (١) .
وسيؤتيكِ الله أكثر مما رجوتِ وأعظم وأفضل مما ابتغيت.
ثامناً: الاستعداد للصلاة بانتظارها:
إن انتظار الصلاة كما يكون في المساجد يكون لك -أخيتي- في بيتك، فإذا فرغت من عملك ولم يكن عليك واجب لزوجك أو أهلك يشغلك فعليك إذا قارب وقت الصلاة أن تتوضئي وتجلسي في مصلاك تنتظرين الصلاة، تسبحين وتستغفرين وتهللين وتذكرين الله وتستاكين حتى يؤذن المؤذن، فإذا أذن وقلت ما يقول تسألين الله لنبيه الوسيلة ثم ما شاء الله لك من الدعاء، وأنت بهذا تفوزين بخير كثير، دعاء الملائكة لك بالمغفرة والرحمة، ويكتب لك أجر الصلاة ما دام هذا حالك حتى تنصرفي أو تحدثي.
وهذا الفعل مدعاة للخشوع، حيث يأنس القلب بذكر الله ويستنير بنوره، وفعل ذلك أجره عظيم بل هو كالرباط في سبيل الله.
(١) رواه أحمد والبيهقي والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة وانظري سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ١٠١.