ثم سمي الله قائلة "بسم الله الرحمن الرحيم" ومرادك بذلك أنك تبدئين صلاتك باسم الله، وتثنين بالثناء عليه بصفاته التي تليق بجلاله.
وكل ذلك تقولينه في سرك – الاستفتاح والاستعاذة والبسملة.
ثم تبدئين قراءة سورة الفاتحة بتلاوة حسنة تحسنين صوتك بها، وتخشعين فيها.
والطريق إلى الخشوع فيها بأمور:
* قراءتها آيةً آية. أي تقرئين آية ثم تسكتين ثم تقرئين الآية التي بعدها، وذلك اقتداء برسولنا محمد –صلى الله عليه وسلم-.
استشعري وأنت تقرئين كل آية أنك تخاطبين الله سبحانه ويرد عليك كل آية. فإذا قلت "الحمد لله رب العالمين"، قال الله تعالى:"حمدني عبدي "، وإذا قلت الرحمن الرحيم: قال الله تعالى " أثنى علي عبدي "، وإذا قلت: مالك يوم الدين، قال الله تعالى:"مجدني عبدي"، وإذا قلت: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى:" هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل "، وإذا قلت اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله تعالى:" هذا لعبدي ولعبدي ما سأل "(١) .
وأنت في قراءتك للفاتحة تسكتين وتستحضرين الرد في كل آية فتكونين بذلك مشغولة الذهن. بما يزيدك خشوعًا وطمأنينة.
واحرصي على التأمين بقولك آمين بعد قراءة الفاتحة, فإن معناها اللهم استجب. وإذا كنت في جماعة وأمنت عند تأمين الإمام فوافق تأمنيك تأمين الملائكة غفر لك ما تقدم من ذنبك.
وقد ورد في ذلك الحديث الصحيح المتفق عليه:" إذا قال أحدكم في الصلاة " آمين " والملائكة في السماء تقول " آمين " فوافق أحدهما الآخر – غفر له ما تقدم من ذنبه ".
ثم اقرئي بعد الفاتحة سورة أو آيات بحسب ما يتيسر لكِ وإذا أردت تحقيق الخشوع في صلاتك، فإن أهم ما يمكنك من الخشوع ويزيدك استشعارًا به قراءتك في قيامك، واجتهدي أن تفعلي ما يلي: