للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم تسألين الله بعد ذلك من خير الدنيا والآخرة وذلك قبل السلام، كما ورد في سنة محمد –صلى الله عليه وسلم-، أما جعل الدعاء بعد السلام فهو خلاف السنة، وفي ذلك قال الإمام شمس الدين ابن القيم:" وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها، وأمر بها فيها، وهذا هو اللائق بحال المصلي، فإنه مقبل على ربه، يناجيه ما دام في الصلاة، فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة، وزال ذلك الموقف بين يديه، وبالقرب منه، فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه، ثم يسأله إذا انصرف عنه؟! ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي, إلا أن هاهنا نكتة لطيفة، وهو أن المصلي إذا فرغ من صلاته، وذكر الله وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة، استحب له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويدعو بما شاء، ويكون دعاؤه عقيب هذه العبادة الثانية، لا لكونه دبر الصلاة، فإن كل من ذكر الله، وحمده وأثنى عليه، وصلى على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- استحب له الدعاء عقيب ذلك، كما في حديث فضالة بن عبيد: “إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ليصل على النبي –صلى الله عليه وسلم-، ثم ليدعُ بما شاء" (١) قال الترمذي حديث صحيح اهـ " (٢) .

وإذا علمتِ السنة في جعل الدعاء بعد الصلاة قبل السلام، فاختاري من الدعاء ما تشائين، والأفضل أن يكون دعاؤك بدعاء رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. أسوق لكِ بعضه ليسهل عليك حفظه ومراجعته قبل الصلاة.

" اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل" (٣) .

"اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا " (٤) .


(١) رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وصححه ووافقه الذهبي.
(٢) زاد المعاد ١/٢٥٠.
(٣) رواه النسائي بسند صحيح وابن أبي عاصم في كتاب السنة قاله الألباني صفة الصلاة ص ١٦٤.
(٤) رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>