٣٢٢- قال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن النيسابوري الصابوني في رسالته في السنة:
"ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه, وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا أن الله على عرشه، وعرشه فوق سمواته، وإمامنا الشافعي احتج في المبسوط في مسألة إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة بخبر معاوية بن الحكم، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إعتاق السوداء الأعجمية فامتحنها ليعرف أهي مؤمنة أم لا، فقال لها: "أين ربك؟ فأشارت إلى السماء إذ كانت أعجمية فقال: أعتقها فإنها مؤمنة"، حكم بإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية".
كان شيخ الإسلام الصابوني فقيهاً محدثاً وصوفياً واعظاً، كان شيخ نيسابور في زمانه، له تصانيف حسنة، سمع من أصحاب ابن خزيمة والسراج. توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة. وقد روى إسماعيل بن عبد الغافر أنه سمع إمام الحرمين يقول: كنت بمكة أتردد في المذاهب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عليك باعتقاد "ابن" الصابوني.
٣٠٠- قلت: أصل الحديث صحيح دون قوله "الأعجمية"، وبلفظ:"قالت في السماء" مكان "فأشارت إلى السماء". هذا هو المحفوظ من طرق في "صحيح مسلم" وغيره ولفظ "سوداء أعجمية" في سنده ضعيف ومختلط. كما تقدم بيانه في التعليق رقم "٢".
٣٠١- قلت: للإمام الصابوني رسالة نافعة مطبوعة في "مجموعة الرسائل المنيرية""١/ ١٠٥-١٣٥" بعنوان عقيدة السلف وأصحاب الحديث"، فظننت بادي الرأي أنها هي التي عناها المصنف بقوله "رسالته في السنة"، ولكني لما رجعت إليها، ولم أر فيها من هذا النص الذي نقله المصنف عن "الرسالة" إلا قوله "ص١٠٩-١١٠":
"ويعتقد أهل الحديث، ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سماوت على