وعبد الخالق بن عبد السلام هو أبو محمد البعلبكي، فقيه عالم ذو حظ من عبادة وتواضع مات سنة "٦٩٦" وله "٩٣" سنة.
١٦٨- القرطبي "؟ -٦٧١"
الإمام العلامة أبو عبد الله القرطبي صاحب التفسير الكبير.
٣٥٠- قال في قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش} :
"هذه مسألة قد بينا فيها كلام العلماء في كتاب "الأسنى في شرح الأسماء الحسنى" وذكرنا فيها أربعة عشر قولاً، إلى أن قال: وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أن استواءه على عرشه حقيقة، وخص عرشه بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء، فإنه لا يعلم حقيقة كيفيته. قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، يعني في اللغة، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة".
وقال القرطبي أيضاً في "الأسنى":
"الأكثر من المتقدمين والمتأخرين -يعني المتكلمين- يقولون: إذا أوجب تنزيه الباري جل جلاله عن الجهة والتميز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عند عامة العلماء المتقدمين، وقادتهم المتأخرين تنزيه الباري عن الجهة، فليس لجهة فوق عندهم، لأنه يلزم من ذلك عندهم أنه متى اختص بجهة أن يكون في مكان وحيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للتميز والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين".
قلت: نعم هذا ما اعتمده نفاة علو الرب عز وجل، وأعرضوا عن مقتضى الكتاب والسنة وأقوال السلف وفطر الخلائق. و"إنما" يلزم ما ذكره في حق الأجسام، والله تعالى لا مثل له، ولازم صرائح النصوص حق، ولكنا لا نطلق عبارة إلا بأثر. ثم نقول: لا نسلم "أن" كون الباري على عرشه فوق السموات