العزامي, فقد ذكر نحوه في مواطن منه غير أنه قال:"أكثر السلف على الكف عن بيان المعنى المراد اللائق بالحق تعالى" كذا قال "ص٩٤ ". ونحوه "ص٨١ و٥", فقد نسب إلى أكثر السلف تنزههم عن بيان المعنى اللائق بالحق تعالى. فهل كان ذلك جهلا منهم بالله, أم كتما للعلم؟! فبأيهما أجاب, فهو كما قيل: أحلاهما مر. وصدق الله العظيم:{ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْم} !
وجملة القول في التأويل الذي تمسك به الخلف أنه كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في منتصف قصيدته الرائعة "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية" المعروفة بالنونية:
" هذا وأصل بلية الإسلام من ... تأويل ذي التحريف والبطلان".
ثم أفاض في سرد أضراره نظما بما لا تجده عند غيره نثرا, فراجعه فإنه هام جدا. وانظرها مع شرحها للشيخ أحمد بن عيسى المسمى بـ"توضيح المقاصد وتصحيح القواعد بشرح قصيدة ابن القيم"١.
ثم إن عجبي لا يكاد ينتهي من الكوثري وأمثاله الذين ينسبون السلف الصالح في آيات الصفات إلى التفويض وعدم البحث عن المراد منها كما سبق النقل الصريح بذلك عنه فإنه إن لم يجد في قلبه من التعظيم للسلف وعلمهم ما يزعه عن التلفظ بها بما يمس مقامهم في المعرفة بالله تعالى وصفاته أفلم يقف على ما نقله العلماء عنهم من العبارات المختلفة لفظا والمتحدة معنى وكلها تلتقي حول شيء واحد وهو إثبات الصفات مع الرد على المعطلة النافين لها والممثلة المشبهين لها بصفات الخلق, وإليك بعض النصوص في ذلك مما ستراه في الكتاب في تراجمهم إن شاء الله تعالى.
١- قال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد: عن الأحاديث التي في الصفات؟ فكلهم قالوا لي:
" ١" في مجلدين كبيرين وهي من مطبوعات "المكتب الإسلامي".