كتاب وسطية أهل السنة بين الفرق

المبحث الأول: في بيان قول الخوارج والمعتزلة - ثانيا: ذكر قول المعتزلة وعقيدتهم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - ص: 404

هو معلوم "كان يشتم الصحابة"١، وممل نقل عنه من ذلك:

- سبه الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه.

روى عنه الخطيب البغدادي أنه قال فيه: "....ما أرجو بسمرة، فعل الله بسمرة"، وفي رواية أخرى: "ما نصنع بسمرة قبح الله سمرة"٢؛ وذلك لأنه روي حديثًا في السكتتين في الصلاة يخالف رأيه.

- قوله في عثمان بن عفان رضي الله عنه: "إن عثمان لم يكن صاحب سنة"٣:

وهذا النظام إبراهيم بن سيار زعم الفرقة "النظامية" من المعتزلة يوسع عددًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شتمًا وذمًا، ويتطاول عليهم منتقدًا بعض أقوالهم وفتاواهم واجتهاداتهم.

فقد ذكر عنه ابن قتيبة رحمه الله أنه: انتقد أبا بكر وعمر وعليًا رضي الله عنهم، ورمى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بالحكم بالظن، والقضاء بالشبهة، والفحش في القول على الله كما رماه بالكذب لروايته حديث انشقاق القمر٤. وقال: "وهذا من الكذب الذي لا خفاء به"، وحديث: "الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه"٥؛ لأنه يخالف مذهبه في القدر وانتقد عثمان رضي الله عنه، وكان يقول فيه القول القبيح، وشتم زيد بن ثابت رضي الله عنه٦.

---

١ ميزان الاعتدال ٣/ ٢٧٤.
٢ تاريخ بغداد ١٢/ ١٧٦ وفي سنده من تكلم فيه.
٣ نفس المصدر والجزء والصفحة.
٤ حديث صحيح أخرج "خ: التفسير، باب وانشق القمر، ٨/ ٦١٧" وغيره.
٥ وهو حديث صحيح أيضًا، أخرجه م: كتاب القدر ٤/ ٢٠٣٧، ح ٢٦٤٥.
٦ للاطلاع على هذه الأقوال الشنيعة وجواب ابن قتيبة عنها. انظر: تأويل مختلف الحديث ص١٩ وما بعدها. "ط ١٣٩٣، بتصحيح محمد زهدي النجار".