للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} (١) عائشة و {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} (٢) بين أبي بكر وعلي في الولاية.

وكل هذا وأمثاله وجدته في كتبهم.

حتى إن الطوائف الذين ليس لهم من الخبرة بدين الرسول ما لغيرهم إذا قالت لهم الرافضة نحن مسلمون يقولون أنتم جنس آخر. ثم من هذا دخلت الإسماعيلية والنصيرية في تأويل الواجبات والمحرمات فهم أئمة التأويل الذي هو تحريف الكلم عن مواضعه (٣) .


(١) سورة البقرة آية: (٦٧) .
(٢) سورة الزمر آية: (٦٥) .
(٣) ج (٢) ص (١١١) ج (٤) ص (١١٠) ج (١) ص (٢٠٩) قال المؤلف رحمه الله بعد أن استعرض تفاسير الرافضة لهذه الآيات:
وأمثال هذا الكلام الذي لا يقوله من يؤمن بالله وكتابه وهو بالهذيان أشبه منه بتفسير القرآن قال: وكذلك قول القائل {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} علي وفاطمة {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} النبي - صلى الله عليه وسلم - {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} الحسن والحسين. وكل من له أدنى علم وعقل يعلم بالاضطرار بطلان هذا التفسير وأن ابن عباس لم يقله، وهذا من التفسير الذي في تفسير الثعلبي وذكره بإسناد رواته مجهولون لا يعرفون عن سفيان الثوري وهو كذب على سفيان.
قال الثعلبي: أخبرني الحسن بن محمد الدينوري حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله قال: قرأ أبي عَلَي أبي محمد بن الحسن بن علوية القطان من كتابه وأنا أسمع حدثنا بعض أصحابنا حدثنا رجل من أهل مصر يقال له طسم حدثنا أبو حذيفة عن أبيه عن سفيان الثوري في قوله {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} قال فاطمة وعلي {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} الحسن والحسين. وهذا الإسناد ظلمات بعضها فوق بعض لا يثبت بمثله شيء, ومما يبين كذب ذلك وجوه:
أحدها: أن هذا في سورة الرحمن وهي مكية بإجماع المسلمين والحسن والحسين إنما ولدا بالمدينة.
الثاني: أن تسمية هذين بحران وهذا لؤلؤ وهذا مرجان وجعل النكاح مرجا أمر لا تحتمله لغة العرب بوجه لا حقيقة ولا مجازًا، بل كما أنه كذب على الله وعلى القرآن فهو كذب على اللغة.
الثالث: أنه ليس في هذا شيء زائد على ما يوجد في سائر بني آدم ...
الرابع: أن الله ذكر أنه مرج البحرين في آية أخرى فقال في الفرقان: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} فلو أراد بذلك عليًا وفاطمة لكان ذلك ذمًا لأحدهما بإجماع أهل السنة والشيعة.
الخامس: أنه قال: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} فلو أريد بذلك علي وفاطمة لكان البرزخ الذي هو النبي - صلى الله عليه وسلم - بزعمهم أو غيره هو المانع لأحدهما أن يبغي على الآخر. وهذا بالذم أشبه منه بالمدح.
السادس: أن أئمة التفسير متفقون على خلاف هذا كما ذكره ابن جرير وغيره فقال ابن عباس: بحر السماء وبحر الأرض يلتقيان كل عام. وقال الحسن يعني بحر فارس والروم (وبينهما برزخ) وهو الجزائر وقوله {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} قال الزجاج من البحر المالح وإنما جمعهما لأنه إذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما مثل {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} ... وقال ابن جرير إنما قال منهما لأنه يخرج من أصداف البحر عن قطر السماء.
(وأما اللؤلؤ والمرجان) ففيهما قولان أحدهما: أن المرجان ما صغر من اللؤلؤ واللؤلؤ العظام قاله الأكثرون.. (ج ٤ ص ٦٦ - ٦٨) ومضى في بيان بطلان بقية تفاسيرهم لبعض الآيات انظر ج (٤) ص (٦٨ - ٨٠) فليرجع إليه من أراده.

<<  <   >  >>