للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنا حيارى في القفار ولم يكن ... دليل لنا نرجوا الخلاص من القفر

ظماء إلى ورد يبل غليلنا ... وقد قطع الأعناق منا لظى الحر

فما هو إلا أن تبدى لناظري ... سنا بارق يبدو كخيط من الفجر

فقلت لصحبي هل ترون الذي أرى ... فقالوا اتئد ذاك السراب الذي يجري

فخلفتهم خلفي وأقبلت نحوه ... فأوردني عين الحياة لدى البحر

فناديت أصحابي فما سمعوا الندا ... ولو سمعوه ما استجابوا إلى الحشر

فهذا اعتراف هؤلاء الفضلاء في آخر سيرهم بما أفادتهم الأدلة العقلية من ضد اليقين ومن الحيرة والشك فمن الذي شكا من القرآن والسنة والأدلة اللفظية هذه الشكاية ومن الذي ذكر أنها حيرته ولم تهده أو ليس بها هدى الله أنبياءه ورسله وخير خلقه قال تعالى لأكمل خلقه وأوفرهم عقلا: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي} [سبأ٥٠]

<<  <  ج: ص:  >  >>