للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٩- وصح وثبت عن أبي يوسف رحمه الله أنه قال: "من طلبالدين١ بالكلام تزندق٢، ومن طلب المال بالكمياء٣ أفلس، ومن تتبع

غريب الحديث كذب"٤.


١ في (ب) و (ج) (الدنيا)
٢ الزنديق: القائل ببقاء الدهر، فارسي معرب.
وزندقة الزنديق: عدم إيمانه بالآخرة ولا وحدانية الخالق، وليس في كلام العرب زنديق، وإنما تقول العرب: زندق، وزندقي، إذا كان شديد البخل.
والمشهور على ألسنة الناس أن الزنديق هو الذي لا يتمسك بشريعة الله، ويقول بدوام الدهر، والعرب تعبر عن هذا بقولهم: ملحد أي طاعن في الأديان.
انظر لسان العرب (١/٥١) ، والمصباح المنير (١/٢٥٦) .
٣ في (ب) "الكيمان".
والكمياء: الحيلة والحذق، وكان يراد بها عند القدماء: تحويل بعض المعادن إلى بعض، وعلم الكمياء عندهم علم يعرف من طرق سلب الخواص من الجواهر المعدنية وجلب خاصة جديدة إليها، ولا سيما تحويلها إلى ذهب، وعند المحدثين علم يبحث عن خواص العناصر المادية والقوانين التي تخضع لها في الظروف المختلفة، وخاصة عند اتحاد بعضها ببعض، أو تخليص بعضها من بعض.
انظر القاموس المحيط -بترتيب الزاوي- (٤/١٠٨) ، والمعجم الوسيط (٢/٨١٤) .
٤ أخرجه ابن بطة في الإبانة (٢/٥٣٧-٥٣٨) . وأخرجه بنحوه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/١٤٧، برقم٣٠٥) . وأخرجه أبو بكر الخطيب البغدادي في كتاب شرف أصحاب الحديث (ص٥) . وابن عساكر في تبين كذب المفتري (ص٣٣٤) . وأورده قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/١٠٦) . وأورده الذهبي في العلو (ص١١٢) وقال قبله: "وثبت عن أبي يوسف أنه قال ... " وذكره. وأورده في السير أيضا (٨/٥٣٧) قال: "قال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف ... " وذكره. وقال الألباني في مختصر العلو: "أخرجه الهروي في -ذم الكلام- (٦/١٠٤/١) من طريقين عن أبي يوسف. وقد جزم بنسبته إليه ابن تيمية في -الجواب الفاصل. ثم أخرجه الهروي (٥/٩٤/٢) عن مالك مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>