للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبِي عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- زَوَى ١ لِيَ الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ ٢، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوي لِي مِنْهَا، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ- أَلا يُهْلَكُوا بسَنَة عَامَّةٍ ٣، وَأَلا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ، وَأَلا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ".

فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا أَعْطَيْتُ عَطَاءً لا مَرَدَّ لَهُ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَلا يَهْلَكُوا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَلا يُسَلَّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوٌّ يَسْبِيهِمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنَ٤ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَإِنَّهُ سَيَرْجِعُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي إلى الشرك وعبادة الأوثان.


= عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك".
أما الجزء الباقي من هذا الحديث فقد رواه الترمذي بهذا الإسناد.
ت "٤/ ٣٤" "٣٤" كتاب الفتن، باب "٢٣" من طريق قتيبة، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "إذا وضع السيف في أمتي لم يرفعى عنها إلى يوم القيامة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وفي "٤/ ٤٩٩" الكتاب نفسه - "٤٣" باب ما جاء: "لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون" - من طريق قتيبة، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة به.
ولفظه: "لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون من أمتي ثلاثون كذابون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي".
قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح".
وهكذا نجد أجزاء منه عند مسلم، وأجزاء عند الترمذي. والله تعالى أعلم.
١ زوى: معناه جمع.
٢ الكنزين الأحمر والأبيض: المراد كنزا كسرى وقيصر، ملكي العراق والشام.
٣ بسنة عامة: أي بقحط يعمهم.
٤ في الأصل: "بني أقطارها". وفي هامشه: صوابه "بين"، وهي كذلك في "ب" ومسلم، وهو ما أثبتناه. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>