للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمرٌو عَمْرَو١ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزَيْدِ بْنِ شَيْبَانَ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا بِعَرَفَةَ فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ مِنَ الْمَوْقِفِ يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو، فَأَتَانَا ابْنُ مِرْبَع الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْكُمْ، يَقُولُ: "كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ ٢ هَذِهِ؛ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ"٣.


١ في الأصل: "عمرو بن عمرو" وهو خطأ، وما أثبتناه من كتب التخريج ومن "ب".
٢ المشاعر: المعالم، وأصله من قولك: شعرت بالشيء: أي علمته، وليت شعري ما فعل فلان: أي ليت علمي بلغه وأحاط به.
٣ بيَّن الخطابي معنى الحديث وسببه فقال: يريد صلى الله عليه وسلم قفوا بعرفة خارج الحرم؛ فإن إبراهيم هو الذي جعلها مَشْعَرًا موقفًا للحاج، وكان عامة العرب يقفون بعرفة، وكانت قريش من بينها تقف داخل الحرم، وهم الذين كانوا يسمون أنفسهم الحُمُس، وهم أهل الصلابة والشدة في الدين والتمسك به، والحماسة: الشدة، يقال: رجل أحمس، وقوم حمس.
وكانوا يزعمون ألا نخرج من الحرم ولا نخليه، فرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك من فعلهم وأعلمهم أنه شيء قد أحدثوه من قبل أنفسهم، وأن الذي أورث إبراهيم من سنته هو الوقوف بعرفة.
واختلفوا فيمن وقف من عرفة ببطن عرنة؟ فقال الشافعي: لا يجزئه حجه، وقال مالك: حجه صحيح وعليه دم "معالم السنن ١/ ١٧٣، ١٧٤".

<<  <   >  >>