١٢١٩ هـ (١٨٠٤ م) ، وإمارتي كانو وكتسنا سنة ١٢٢٠ هـ (١٨٠٥ م) ، كما وقعت في أيديهم عاصمة إمارة غوبر سنة ١٢٢٣ هـ (١٨٠٨ م) .
لقد كانت الحماسة الدينية تدفع أولئك المجاهدين إلى طلب الشهادة، فتمكنوا في سنة ١٢٢٥ هـ (١٨١٠ م) من إخضاع إمارات الهوسة جميعها لنفوذهم.
رأى الشيخ عثمان بن فودي أن تشمل حركته الإصلاحية بلاد برنو (السودان الأوسط) لموالاة سلطانها للوثنيين ومساعدتهم ضد المجاهدين من أنصار الشيخ، فاستولوا على كثير من أقاليم برنو لمتاخمتها لبلادهم من جهة الشرق. وهكذا تمت آخر مرحلة من مراحل الجهاد، فتأسست دولة إسلامية شملت جميع إمارات الهوسة القديمة. ورأى الشيخ عثمان أن يترك شئون الحكم والإدارة لابنه محمد بللو، وأخيه الوزير عبد الله بن فودي، فقسم البلاد بينهما. وجعل ابنه محمدا على القسم الشرقي وعاصمته سكت (سكوتو) ، وجعل أخاه عبد الله على القسم الغربي من الدولة، وعاصمته جواندو في إقليم كبى. أما الشيخ عثمان فإنه آثر التفرغ للدراسة ونشر الإسلام وتفقيه الناس في الدين متخذا سكت مقرا له، ولما توفي الشيخ عثمان سنة ١٢٣٣ هـ (١٨١٧م) ، بويع ابنه محمد بللو أميرا للمؤمنين. وظلت الإدارة مزدوجة في عهده: القسم الشرقي: تابع لإدارة سكت، والقسم الغربي تابع لعبد الله في عاصمته جواندو.
اختلف الباحثون في تقدير حركة الجهاد التي تزعمها عثمان بن فودي. فيرى البعض منهم:"أن الفلان اتخذوا الدين وسيلة لنيل عرض الدنيا، واستغلوه للتنكيل بأمراء الهوسة الذي كانوا يضطهدونهم وينكرون عليهم حقوقهم" ويزعمون: "أن الجهاد حركة قومية لقبائل الفلان- مسلمين ووثنيين- موجهة ضد قبائل الهوسة وكبيرهم الأمير يونفا أمير غوبر والذي كان قرر القضاء عليهم، وبعد انتهاء الجهاد عاد الفلان والوثنيون إلى حياة المراعي، على حين أن العلماء وزعماء الفلان- وعلى رأسهم الشيخ عثمان بن فودي- استغلوا الدين لطرد الحكام القدامى. واقتسام مناصبهم ١.
١ Hogbon, s. g.: the mohamedan emirates of nigeria p. ١١٠