جمع حولها الأتباع والأعوان والتلاميذ الذين كانوا عدتها ودعامتها، فضلا عن القوة السياسية ممثلة في أنصار الدعوة من آل سعود منذ اتفاق الدرعية "١١٥٧ هـ" أكبر الأثر في التمكين للدعوة، وإبلاغ صوتها إلى أقصى المشرق وأقصى المغرب. ومن هنا: تتجلى قوة الدعوة في الجمع بين الأمور السياسية والدينية، فقد حمل آل سعود لواء الجهاد في سبيل نصرة الدعوة في حياة الشيخ وبعد وفاته، وتوحدت على أيديهم معظم أقاليم الجزيرة العربية بما فيها إقليم الحجاز حيث المعبر الذي انتقلت الدعوة عن طريقه في موسم الحج. فقد أتاح دخول الحجاز في حوزة الدولة السعودية الأولى في العقدين الثاني والثالث من القرن الثالث عشر للهجرة (١٢١٧- ١٢٢٦ هـ) لحجاج بيت الله الحرام من جميع البلاد الإسلامية التعرف على حقيقة الدعوة السلفية والالتقاء بدعاتها، ومناقشتهم فيما يدعون إليه، حتى ازدادوا بها إيمانا وتشبعوا بمبادئها، وبخاصة حينما شهدوا أحوال الحجاز في عهد أنصار الدعوة من آل سعود، وما كان يسوده من أمن واستقرار وتطبيق لجميع مبادئ الإسلام، فحملوها إلى بلادهم، ودعوا الناس إليها، فانتقلت هذه المبادئ الإصلاحية إلى سومطره والهند في قارة آسيا، وإلى ليبيا وبلاد السودان الغربي في قارة إفريقية، وكان هدف دعاتها في كل مكان يحلون به هو محاربة الفساد والقضاء على البدع والخرافات، وتصحيح العقيدة الدينية، والعودة بالإسلام إلى ما كان عليه زمن النبيصلى الله عليه وسلم، ثم محاولة إقامة حكومة صالحة على أساس ديني، تحكم بالإسلام عقيدة ومنهج حياة ١.
[الإسلام وغرب أفريقية:]
ينبغي قبل الحديث عن الدعوة في غرب أفريقية أن نشير في إيجاز إلى امتداد الإسلام وانتشاره في هذه الأقاليم الأفريقية.
المقصود ببلاد غرب أفريقية هنا: البلاد التي كانت تعرف قديما باسم السودان الغربي والسودان الأوسط. وتشمل مساحة جغرافية تمتد من مصب نهر السنغال في الغرب إلى