للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آخر الرجوع بالإسلام إلى ما كان عليه زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم. ولقد بدأ الشيخ دعوته إلى الإصلاح متبعا في ذلك أسلوب الإسلام نفسه، بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتابة الرسائل وإلقاء الخطب، وعقد حلقات الدرس لتلاميذه الذين يتلقون عنه العلم في مختلف فروع المعرفة، وعنيت الدعوة بتصحيح العقيدة وتحقيق التوحيد، وقد استأثرت معالجة هذه الموضوعات بالكثير من مؤلفات الشيخ وكتاباته ورسائله. كما عني بشرح العقيدة الصحيحة ودعمها بالحجة والدليل من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال صالحي الأمة وأفعالهم، وذلك بإخلاص العبادة لله رب العالمين، ونبذ الشرك والبدع والخرافات، والإقلاع عن جميع المحرمات، وبيان معنى الإسلام الصحيح قبل حدوث الشرك وتسرب البدع، وتفسير معنى " لا إله إلا الله "، وما اشتملت عليه من نفي العبادة عما سوى الله وإثباتها لله وحده لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته، وبيان شرائع الإسلام١.

لم تسلم الدعوة من حرب شنها عليها بعض الحكام الضالين، وبعض مدعي العلم كذلك، ويمثل اتفاق الدرعية (١١٥٧ هـ) بين الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وبين أميرها الإمام محمد بن سعود- رحمهما الله- بداية مرحلة هامة في تاريخ الدعوة السلفية؛ فقد تم تعاهد وتعاقد بينهما على إظهار دين الله والجهاد في سبيله. وبمعنى آخر كانت هذه المعاهدة التي تمت بين الإمامين عهدا على نشر الدعوة السلفية وتوحيد المسلمين تحت راية الإسلام.

وبذا بدأ الجهد الجماعي للدعوة ودخولها مرحلة الجهاد. وقد أصبحت بذلك مدينة الدرعية مركز الدعوة السلفية ومنطلقها. فما أن فرغ الإمام الشيخ من أمر الدرعية نفسها وإقبال أهلها على دعوته، حتى بعث برسائله إلى أمراء وأهالي البلاد المجاورة يدعوهم فيها إلى العودة إلى طريق الإسلام الصحيح كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وتطبيق


١ محمد بن عبد الوهاب, القسم الأول من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب, "العقيدة والآداب الإسلامية" نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

<<  <   >  >>