للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عمك صلى الله عليه وسلم عهد إلي إذا كانت فتنة بين المسلمين, فأتخذ سيفًا من خشب, فإن شئت خرجت معك. قال: لا حاجة لي فيك, ولا في سيفك١.

[٥٦] ولأبي داود عن أبي موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل فيها مؤمنًا, ويمسي كافرًا, ويمسي مؤمنًا, ويصبح كافرًا, القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي, والماشي فيها خير من الساعي, فكسروا قسيكم, وقطعوا أوتاركم, واضربوا بسيوفكم الحجارة, فإن دخل على أحد منكم, فليكن كخير ابني٢ آدم " ٣.

[٥٧] وله عن سعد قلت: يا رسول الله إن دخل علي بيتي, وبسط يده إلي ليقتلني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كن كخير ابني آدم, وتلا هذه الآية: {لَئِنْ بَسَطْتَ} ٤ الآية".

[٥٨] وله عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي, يغربل الناس٥ فيه غربلةً, تبقى حثالة من الناس, قد مرجت٦ عهودهم وأماناتهم, واختلفوا, فكانوا هكذا وهكذا وشبك بين أصابعه" ٧.


١ سنن ابن ماجه ج٢ كتاب الفتن باب التثبت في الفتنة ص١٣٠٩.
٢ أي فليستسلم حتى يكون قتيلاً كهابيل ولا يكون قاتلاً كقابيل.
٣ عون المعبود شرح سنن أبي داود ج١١ كتاب الفتن باب النهي عن السعي في الفتنة ص٣٣٧. ما بين القوسين لا يوجد في سنن ابي داود وهو موافق لسنن ابن ماجه.
٤ عون المعبود شرح سنن أبي داود ج١١ كتاب الفتن باب النهي عن السعي في الفتنة ص٣٣٥.
٥ أي: يذهب خيارهم وأرذلهم كما ان الغربال ينقي الدقيق ويبقي الحثالة.
٦ أي: اختلطت وفسدت.
٧ يموج بعضهم ببعض. ويلبس أمر دينهم، فلا يعرف الأمين من الخائن، ولا البر من الفاجر.

<<  <   >  >>