للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليها دعاة١ على أبواب النار٢ فإن مت يا حذيفة، وأنت عاض على جذل ٣ خير لك من أن تتبع أحدًا منهم" ٤.

[١٩] ولهما: عن أبي إدريس الخولاني: أنه سمع حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد الخير شر؟ قال: "نعم فقلت: هل بعد هذا الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن" ٥، قال: قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي ٦، تعرف منهم وتنكر" فقلت: هل بعد ذاك الخير من شر؟ قال: "نعم، فتنة عمياء، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" فقلت يا رسول الله: صفهم لنا قال: "نعم قوم من جلدتنا ٧، ويتكلمون بألسنتنا" فقلت: يا رسول الله: وما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض ٨ على أصل


= أن يسمع فيه كلمة الحق أو النصيحة.
١ عليها دعاة: أي جماعة قائمة بأمرها وداعية الناس إلى قبولها.
٢ على أبواب النار: أي كائنون على شفا جرف من النار، يدعون الخلق إليها حتى يتفقوا على الدخول فيها
٣ على جذل: أي على أصل شجرة.
٤ عون المعبود بشرح سنن أبي داود –ج١١ كتاب الفتن – باب ذكر الفتنة ودلائلها ص٣١٦. ومسند الإمام أحمد ج٥/ص٣٨٦.
٥ الدخن: هو الحقد، وقيل: الدغل، وقيل: فساد القلب.
٦ الهدي: الهيئة والسيرة والطريقة.
٧ أي من قومنا ومن أهل لساننا وملتنا.
٨ أي ولو كان الاعتزال بالعض، فلا تعدل عنه.

<<  <   >  >>