للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الحاكم: "لقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين ومنعوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله وعلى آله أجمعين"١.

وقال ابن حبان في قول النبي: "فعليكم بسنتي" ٢ قال: "إن من واظب على السنن وقال بها ولم يعرج على غيرها من الآراء فهو من الفرقة الناجية"٣.

وهذا رد بالغ على من يزعم أن أهل الحديث ليسوا طائفة معينة ومنشأ هذا الزعم الفاسد أن لفظ (أهل الحديث) يطلق على اصطلاحين:

الأول: كل من اشتغل بعمل الحديث فهذا يدخل فيه أهل السنة والجماعة وأهل البدع فعلى هذا الاصطلاح ليس أهل الحديث طائفة معينة.

الثاني: من يعتقد عقيدة أئمة الحديث والسنة فعلى هذا لا يدخل فيهم أهل البدع فكلام أئمة السنة في الثناء على (أهل الحديث) وأنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ينصب هذا على الاصطلاح الثاني ويدخل في ذلك كل من كان على عقيدة أئمة السنة ولو لم يكن من علماء أهل الحديث٤.

تنبيه:

كلمة: (أهل الظاهر) يستخدمها أهل البدع ويطلقونها على أهل السنة وهي أيضاً تطلق على معنيين:

الأول: عدم تأويل نصوص الوحي سواء كانت في المسائل العلمية العقدية أو المسائل الفقهية العملية وتقديم نصوص الشرع على جميع أقوال الناس كائناً من كان والذهاب خلف النصوص أينما سارت ركائبها فكلمة


١ معرفة علوم الحديث ص ٢.
٢ أخرجه أبو داود (٥/١٣) ح ٤٦٠٧ في السنة باب في لزوم السنة والترمذي (٥/٤٤) ح ٢٦٧٦ في العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة وغيرهما من حديث العرباض بن سارية مرفوعاً وهو حديث صحيح.
٣ الإحسان (١/١٠٥) .
٤ شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/٢٤) .

<<  <   >  >>