الجهمية فقد نقل عنهم الأشعري في المقالات أنهم أجمعوا على:"أن الله واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ليس بجسم ولا شبه ولا جثة ولا صورة ولا شخص ولا جوهر ولا عرض ولا بذي لون ولا طعم ولا مجسة ولا بذي حرارة ولا برودة ولا رطوبة ولا يبوسة ولا طول ولا عمق ولا افتراق ولا يتحرك ولا يسكن ولا يبعض وليس بذي أبعاض وأجزاء وجوارح وأعضاء وليس بذي جهات ولا بذي يمين وشمال وأمام وفوق وتحت ولا يحيط به مكان ولا يجري عليه الزمان ولا يجوز عليه المماسة ولا الحلول في الأماكن ولا يوصف بشيء من صفات الخلق".
فهذا جملة قولهم في التوحيد وقد شاركهم في هذه الجملة الخوارج وطوائف من المرجئة وطوائف من الشيعة والماتريدية.
وقال ابن أبي العز الحنفي في بيان فساد هذه الطريقة:"والمعطلة يعرضون عمّا قاله الشارع من الأسماء والصفات ولا يتدبرون معانيها ويجعلون ما ابتدعوه من المعاني والألفاظ هو المحكم الذي يجب اعتقاده واعتماده.. والمقصود أن غالب عقائدهم السلوب ليس بكذا ليس بكذا وأما الإثبات فهو قليل وهو أنه عالم قادر وأكثر النفي المذكور ليس متلقى عن الكتاب والسنة ولا عن الطرق العقلية التي سلكها غيرهم من مثبتة الصفات فإن الله تعالى قال:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى الآية (١١) . ففي هذا الإثبات ما يقرر معنى النفي ففهم أن المراد انفراده سبحانه بصفات الكمال فهو سبحانه وتعالى موصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ليس كمثله شيء في صفاته ولا في أسمائه ولا في أفعاله"١.
وأن محمداً عبده ورسوله:
وصف الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالعبودية وبالرسالة في أشرف المقامات، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ
١ انظر الرد على الجهمية للإمام أحمد ص ١٠٥، ومقالات الإسلاميين ص ١٥٥، وشرح الطحاوية (٥٤) ، ومجموع الفتاوى (١١/ ٤٨٣-٤٨٤) .