الشرح: (١) مأخوذ من قول الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} سورة الإخلاص. وهذا تنزيه منفصل ومنه تنزيه الله تعالى عن الشريك والظهير والشفيع بدون إذنه واتخاذ الصاحبة والكفؤ والند. قال تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة (٢٢) وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} سورة الشورى (١١) . أما التنزيه المتصل تنزيه الله عن السِّنَة والنوم والموت والعجز والذل والسفه والنسيان والغفلة والحاجة والتعب واللغوب، قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} (سورة البقرة (٢٥٥) ، وقال تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} سورة ق (٣٨) . وأهل السنة (أصحاب الحديث) ينفون ما نفاه الله عن نفسه ونفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يتعرضون لصفات الكمال ونعوت الجلال بنفي ولا تحريف، وعندهم أن إثبات الصفات الثابتة في الكتاب والسنة ليس من التشبيه في شيء بل التشبيه في نفي الصفات لا في إثباتها. وخالفهم المتكلمون في مفهوم التنزيه فقد جعلوه معولاً لهدم بنيان صفات الله الثابتة في الكتاب والسنة وأول من أدخل النفي في التنزيه هم