للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يوصف بما فيه نقص أو عيب أو آفة، فإنه عز وجل تعالى عن ذلك.

["إثبات صفة اليدين"] :

٥- وخلق آدم عليه السلام بيده ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء بلا اعتقاد كيف يداه إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف.

٦- ولا يعتقد فيه الأعضاء، والجوارح، ولا الطول، والعرض، والغلظ، والدقة١، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، وأنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام.

٧- ولا يقولون إن أسماء الله عز وجل كما تقوله المعتزلة٢


١ هذه الكلمات ليست من الألفاظ المعروفة عند أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة بل هي من الكلمات المخترعة المبتدعة والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية هو سبيل أهل السنة والجماعة فلا ينبغي لطالب الحق الالتفات إلى مثل هذه الألفاظ ولا التعويل عليها وما كان أغنى الإمام المصنف رحمه الله تعالى عن مثل هذه الكلمات المبتدعة فإن الله سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال منعوت بنعوت العظمة والجلال وعلى كل حال فالباطل مردود على قائله كائنا من كان والقاعدة السلفية في مثل هذه الكلمات أنه لا يجوز نفيها ولا إثباتها إلا بعد التفصيل وتبيين مراد قائلها وكان على المؤلف أن يجمل في النفي غير أنه أراد بهذا النفي أن يسد الطريق على المعطلة لئلا يكون لهم مدخل في رمي أهل الحديث بالتشبيه، ولكنه بهذه العبارات فتح الباب لهم ليلزموا من إطلاقها بموافقتهم على نفي بعض الصفات الذاتية كالوجه واليدين فلو أمسك رحمه الله عن هذه العبارات لكان أجدى.
٢ المعتزلة فرقة كلامية إسلامية ظهرت في أول القرن الثاني الهجري وبلغت شأنها في العصر العباسي الأول ويرجع اسمها إلى اعتزال إمامها واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري لقول واصل بأن مرتكب الكبيرة ليس كافراً ولا مؤمناً بل هو في منزلة بين المنزلتين ولما اعتزل واصل مجلس الحسن وجلس عمرو بن عبيد إلى واصل وتبعهما أنصارهما قيل لهم معتزلة أو معتزلون وهذه الفرقة تعتد بالعقل وتغلو فيه وتقدمه على النقل ولهذه الفرقة مدرستان رئيسيتان: إحداهما بالبصرة ومن أشهر رجالها واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وأبو الهذيل العلاف وإبراهيم النظام والجاحظ وأخرى ببغداد ومن أشهر رجالها بشر بن المعتمر وأبو موسى المردار وثمامة بن الأشرس وأحمد بن أبي دؤاد وللمعتزلة أصول خمسة يدور عليها مذهبهم هي: العدل، والتوحيد، والمنزلة بين المنزلتين، والرعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولهم في هذه الأصول معان عندهم خالفوا فيها موجب الشريعة وجمهور المسلمين. انظر الفرق بين الفرق ص (١١٧-١٢٠) ، التبصير في أصول الدين ص (٣٧) الملل والنحل (١/ ٤٦- ٤٩) الخطط للمقريزي (٢/ ٢٤٥-٢٤٦) .

<<  <   >  >>