وقد افترق الخوارج إلى عدة فرق يجمعهم القول بتكفير عليّ بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأصحاب الجمل ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما وتكفير صاحب الكبائر والقول بالخروج على الإمام إذا كان جائراً. انظر الملل والنحل (١/١١٤) ، والفرق بين الفرق ص (٧٢-٧٣) . ومقالات الإسلاميين (١/١٦٧) ومجموع الفتاوى (٣/٢٧٩) . ٢ هذه من حماقات الجهمية والمعتزلة ومن تابعهم وهي مبنية على قولهم بخلق القرآن قال الدارمي في الرد على المريسي ص (٣٦٦) : "وقد كان للإمام المريسي في أسماء الله مذهب كمذهبه في القرآن كان القرآن عنده مخلوقاً من قول البشر لم يتكلم الله بحرف منه في دعواه وكذلك أسماء الله عنده من ابتداع البشر من غير أن يقول: "إنني أنا الله رب العالمين" إلى أن قال: "فهذا الذي ادعوا في أسماء الله أصل كبير من أصول الجهمية التي بنوا عليها محنتهم، وأسسوا بها ضلالاتهم غالطوا بها الأغمار والسفهاء" وشبهتهم: "إنهم لو أثبتوا لله تسعة وتسعين اسماً لأثبتوا تسعة وتسعين إلهاً" انظر شرح أصول الاعتقاد ٢/٢١٥ قال الدارمي في الرد عيهم "أرأيتم قولكم: إن أسماء الله مخلوقة فمن خلقها؟ أو كيف خلقها؟ اجعلها أجساماً وصوراً تشغل أعيانها أمكنة دونه من الأرض والسماء؟ أم موضعاً دونه في الهواء؟ فإن قلتم لها أجسام دونه فهذا ما تنقمه عقول العقلاء، وان قلتم خلقها على ألسنة العباد فدعوه بها، وأعاروها إياه، فهو ما ادعينا عليكم: إن الله كان بزعمكم مجهولاً لا اسم له حتى أحدث الخلق وأحدثوا له أسماء من مخلوق كلامهم فهذا هو الإلحاد بالله والتكذيب بها" قال: {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين} . كما يضيفه إلى {رب العالمين} ولو كان كما ادعيتم لقيل: الحمد لله رب العالمين المسمى الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. لذا كفرهم جماعة من السلف يقول إسحاق بن راهويه: "أفضوا: الجهمية إلى أن قالوا أسماء الله مخلوقة.. وهذا الكفر المحض.." شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٢/٢١٤) . وقال الإمام أحمد بن حنبل: "من زعم أن أسماء الله مخلوقة فهو كافر" شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٢/٢١٤) وقال خلف بن هشام المقري: "من قال إن أسماء الله مخلوقة فكفره عندي أوضح من هذه الشمس" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٢/٢٠٧) .