للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١- اعتقاد الإمام أبي حنيفة

أ- أقوال الإمام أبي حنيفة في التوحيد:

أولاً: عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي:

قال أبو حنيفة: "لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ١ ... "٢.

٢- قال أبو حنيفة: "يكره أن يقول الداعي أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام"٣.

٣- وقال أبو حنيفة: "لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك٤، أو بحق خلقك"٥.


١ سورة الأعراف، الآية ١٨٠.
٢ الدر المختار مع حاشية رد المحتار "٦/ ٣٩٦- ٣٩٧".
٣ شرح العمدة الطحاوية ص ٢٣٤، وإتحاف السادة المتقين ٢/٢٨٥، وشرح الفقه الأكبر للقاري ص ١٩٨.
٤ كره الإمام أبو حنيفة ومحمد بن الحسن أن يقول الرجل في دعائه: "اللهم إني أسألك بمعاقد العزّ من عرشك" لعدم وجود النص في الإذن به، وأما أبو يوسف فقد جوّزه لوقوفه على نص من السنة، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان من دعائه: "اللهم إني أسألك بمعاقد العزَّ من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك".. وهذا الحديث أخرجه البيهقي في كتاب الدعوات الكبيرة كما في البناية ٩/٣٨٢، ونصب الراية "٤/٢٧٢"، وفي إسناده ثلاثة أمور قادحة:
ا- عدم سماع داود بن أبي عاصم لابن مسعود.
٢- عبد الملك بن جريج مدلس ويرسل.
٣- عمر بن هارون متهم بالكذب من أجل ذلك قال ابن الجوزي كما في البناية "٩/٣٨٢"، "هذا حديث موضوع بلا شك وإسناده محبط كما ترى".
انظر تهذيب التهذيب "٣/١٨٩"، "٦/٤٠٥"، "٧/٥٠١"، وتقريب التهذيب "١/٥٢٠".
٥ التوسل والوسيلة، ص ٨٢، وانظر شرح الفقه الأكبر ص ١٩٨.

<<  <   >  >>